التاريخ : 2024-09-30
ما بين كرة السلة والمصارعة... حب الرياضة والوطن
يتبادر الى الذهن بأن التغيير هو نوع الرياضة فقط ولكن في الحقيقة هو القدرة على التغيير والانجاز داخل اي رياضة او مشروع؛ خصوصا اذا كان ذلك ضمن العمل التطوعي الذي يجب أن يكون مشمولا بالعاطفة والشغف لتحقيق التغيير والنجاح سعيا لرفع اسم الوطن عاليا.
تم التواصل معي من قبل اللجنة الأولمبية الاردنية للانضمام لاتحاد المصارعة علما بأنني كنت حينها مستشارا للدعم والرعاية للجنة الأولمبية الاردنية وعضوا بلجنة كرة السلة 3×3 من خلال اللجنة الاولمبية، وكنا حينها في قمة النجاح والانجاز، الذي توج بتأهيل أول فريق أردني في لعبة جماعية إلى دورة الالعاب الأولمبية للشباب في الارجنتين العام 2019.
تجربتي الوحيدة بالمصارعة انذاك كانت من خلال ابني ولفترة قصيرة، لذلك كان الطلب مفاجئا ولكن التحدي كبير، فإذا كان "الجماعة" الفائزون بانتخابات الهيئة العامة بدهم يشتغلوا أنا جاهز وغير ذلك ما الي مصلحة"، هذا اقتباس يمثل ردي للعرض المفاجئ وبالفعل كانوا مصممين على عمل الفارق.
الحمدلله؛ وبعد ما يقرب الثلاث سنوات من تشكيل الاتحاد، استطعنا كفريق عمل النهوض باللعبة ونشرها وإعادة الالق لوجودها كأقدم لعبة اولمبية، ووضعها على الطريق السليم لتحقيق الانجازات المستقبلية ورفع علم الأردن عاليا.
ما تم تحقيقه من الانجازات لم يكن ليتحقق لولا جهود فريق العمل من مجلس إدارة الإتحاد وبدعم وتوجيهات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين المعظم رئيس اللجنة الأولمبية الاردنية، وتشرفت خلالها بالعمل بمعية سموه من خلال عضويتي بمجلس إدارة اللجنة الأولمبية الأردنية والمكتب التنفيذي للجنة بالاضافة لمهمتي كنائب لرئيس الاتحاد.
النجاحات الإدارية والتنظيمية والتي رافقها تطور ملحوظ في الأداء الفني كانت علامة فارقة في تاريخ المصارعة الاردنية، خصوصا وأن التفاصيل كثيرة ويصعب ذكرها، لأن اعادة هيكلة اللعبة وزيادة القاعدة كانت البداية للتغيير، وتخللها اعادة الالق للبطولات المحلية والتي اقيمت بنكهة عالمية، بدءا من دوري المصارعة الذي أعطى الثقة لمجتمع اللعبة المحلي والدولي بقدرة الأردن التنظيمية والثقة بالمجلس الجديد وقدرته على احداث الفرق، فكانت النتيجة تنظيم أكبر البطولات القارية والعالمية ولأول مرة في الأردن.
تنظيم بطولة اسيا تحت ١٧ و ٢٠ سنة ٢٠٢٣ كان التحدي الأول وبحصولنا على أعلى درجات التقييم التنظيمية كان اساسا للحصول على تنظيم بطولة العام تحت ٢٠ سنة في الأردن و تنظيمها خلال ٢١ يوما وهنا التفاصيل كثيرة.
كان لسيدي الأمير فيصل الدور الاكبر لحصول الأردن على حق التنظيم وكنا على قدر المسؤولية ، وتظافرت الجهود من كافة الجهات الرسمية لتظيم الحدث و إخراجه بأبهى صورة تليق بالوطن و بأهمية الحدث و كان نجاحا عظيما.
وفي العام الذي يليه ٢٠٢٤ كان تنظيم بطولات العرب واسيا تحت ١٧ /٢٣ وبطولة العالم تحت ١٧ علامة فارقة وتأكيد من المجتمع الدولي للعبة بثقته بالأردن وفريق العمل وتوجت بحصول الاتحاد على جائزة أفضل اتحاد متطور في قارة آسيا وعالميا.
ان النجاح التنظيمي الذي كان أثر ايجابا على اللعبة و حضورها محليا وأداء لاعبينا ومدربينا وحكامنا الذين كان لهم الفضل الأكبر بالحضور الفني الممتاز والتحسن اللافت الذي ظهر خلال هذه البطولات والنتائج الملفتة فلهم كل الشكر.
كان الأردن سباقا من عرب اسيا، فكان تأسيس فريق السيدات محطة مهمة للعبة تحديا كبيرا للاتحاد، لكن بدون شك كانت خطوة مهمة استطعنا من خلالها تسليط الضوء على الأردن وإثبات النية في العمل والتغيير، فكانت النتائج تفوق التوقعات لفريق حديث العهد وجديد في اللعبة، فإنهم بدون شك يستحقون الدعم والاستمرارية لأنهم نقطة مضيئة في اللعبة.
ان التحدي الاكبر لتطوير الرياضة والحصول على الانجازات هو وجود الدعم المادي وإيجاد وسائل الدخل المختلفة كان التحدي الأكبر للاتحاد فكان تنظيم البطولات الحل الامثل الذي انتهجه الاتحاد لتحقيق الأرباح من عوائد التنظيم والتي فاقت كل التوقعات حيث تعدت أرباح الاتحاد خلال سنتين المليون دولار بما يعادل ميزانية الاتحاد خمس سنوات، وهذا انجاز غير مسبوق بتاريخ اي رياضة اردنية، بوجود المال وحسن الادارة سيتم إعادة ضخ هذه الأموال لتطوير ونشر اللعبة والحصول على النتائج المرجوة ضمن خطط طويلة الامد، وأنا على يقين بقدرة مجلس ادارة الاتحاد بتحقيق الانجاز قريبا انشاء الله ورفع راية الأردن عالية.
ويجب أن لا ننسى القطاع الخاص وأهمية دعمه وحسن التواصل معه بنفس اللغة التي استطعنا من خلالها الحصول على الدعم ، فكل الشكر لشركاء وداعمي الاتحاد من القطاع الخاص و العام الذين كان لهم الفضل الكبير بهذا النجاح.
ولايوجد نجاح بدون إعلام، فالدور الإعلامي كان يوازي أهمية الدور الإداري و الفني سواء من قبل الوسائل الإعلامية المتنوعة والمحلية و العربية وصحافتنا المحلية التي اقل ما يقال بأنها أبدعت وكانت على قدر المسؤولية ، فأهمية الإعلام لاتقل شأنا عن أي دور إداري او فني في الرياضة و اي تطوير سيحدث يجب أن يكون الدور الإعلامي واضحا فيه اتحاد المصارعة قصة نجاح بتعاون الجميع من مؤسسات واشخاص كان همهم الوحيد تقديم الاردن بالصورة التي تليق باسمه و حجمه الكبير.
كان لي شرف خدمة الوطن في هذا المجال واعتقد بانني قمت بمهمتي بكل أمانة و على أكمل وجه واني أجزم بأن المصارعة الاردنية ستكون بأوج القها خلال السنوات القادمة.
كانت فترة رائعة تعلمت فيها الكثير و تعرفت على أخوة و اخوات كان لهم الدور الكبير في هذا النجاح، ومع القرب من إعادة تشكيل الاتحادات الرياضية وانتهاء دورتها الحالية بانتهاء دورة الالعاب الأولمبية اعادة تشكيلها، فقد قررت عدم الاستمرار كعضو في مجلس اتحاد المصارعة للفترة القادمة والخوض في تحد اخر، متمنيا التوفيق لمجلس الإدارة القادم مع تقديم كامل الدعم مني لهم لتحقيق المزيد من النجاحات.
اخوكم المهندس عبدالله ماجد قطيشات
نائب رئيس اتحاد المصارعة
عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الأردنية
عدد المشاهدات : [ 4116 ]